تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تحت بريق هاشتاج "بيبي عملاق"، تتراقص صور الأطفال ذوي الأحجام الكبيرة على صفحات التواصل الاجتماعي، محفوفة بفخر الأمهات والتهاني، لكن خلف هذه الصورة الوردية، يكمن تحذير طبي صارخ يطل برأسه من غرف الولادة حول العالم؛ ما يعد رمزًا للقوة والنمو، قد يكون في الحقيقة جرس إنذار لظاهرة "العملقة الجنينية" (Macrosomia) التي تحمل في طياتها مخاطر جمة تهدد حياة الأم ومستقبل الطفل الصحي، هذه الظاهرة التي تتجاوز فيها أوزان المواليد 4 كيلوجرامات، لم تعد مجرد حالة نادرة، بل تحولت إلى تحدٍ صحي عالمي متزايد، يطرح تساؤلات ملحة حول أسبابها الخفية، مضاعفاتها الخطيرة، وكيفية الوقاية منها لضمان سلامة جيل المستقبل.
تُظهر الإحصائيات العالمية أن هذه الظاهرة مقلقة وتختلف باختلاف الظروف الصحية للأمهات، فبشكل عام تُقدّر نسبة الأطفال الذين يولدون بوزن يزيد عن 4 كيلوجرامات عالميا بحوالي 9%، تزداد هذه النسبة بشكل حاد لتصل إلى 15.1% بين النساء المصابات بسكري الحمل غير المنضبط، وقد تصل النسبة إلى 14.9%، خاصة في المناطق ذات معدلات السمنة العالية، أما في الدول المنخفضة الدخل فتتراوح النسبة غالباً بين 1- 5%.
تُظهر الإحصائيات العالمية أن هذه الظاهرة مقلقة وتختلف باختلاف الظروف الصحية للأمهات، فبشكل عام تُقدّر نسبة الأطفال الذين يولدون بوزن يزيد عن 4 كيلوجرامات عالميا بحوالي 9%، تزداد هذه النسبة بشكل حاد لتصل إلى 15.1% بين النساء المصابات بسكري الحمل غير المنضبط، وقد تصل النسبة إلى 14.9%، خاصة في المناطق ذات معدلات السمنة العالية، أما في الدول المنخفضة الدخل فتتراوح النسبة غالباً بين 1- 5%.
ظاهرة عالمية
يحذر الدكتور عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، من تفاقم ظاهرة العملقة الجنينية في مصر والعالم العربي، مشيرًا إلى أن معدلاتها تشهد تزايدًا ملحوظًا يرجع إلى عدة أسباب، منها:
- ارتفاع معدلات السمنة: حيث تحتل مصر مراكز متقدمة عالميًا في سمنة النساء، مما يزيد بشكل مباشر من خطر الإصابة بسكري الحمل والعملقة الجنينية.
-انتشار سكري الحمل: نتيجة التغير في الأنماط الغذائية وزيادة الاستهلاك اليومي للسكريات والنشويات.
- العادات الغذائية الخاطئة: وانتشار المفاهيم غير العلمية مثل "الطعام لاثنين" الذي يشجع على الإفراط في تناول الطعام خلال الحمل.
- قلة الوعي بأهمية النشاط البدني: حيث لا تزال فكرة "الراحة التامة" أثناء الحمل مسيطرة على أذهان كثيرات.
ويلفت د. عماد إلى أهمية اتباع "بدائل ذكية" في التغذية، قائلًا: "بدلًا من العصائر المعلبة، تناولي الفواكه الطازجة، واستبدلي الخبز الأبيض بالخبز البلدي، والوجبات السريعة بالوجبات المنزلية المُعدّة بطريقة صحية".
مخاطر العملقة الجنينية
توضح الدكتورة أمل الدسوقي، طبيب أمراض النساء والتوليد، أن هناك فرقاً جوهرياً بين الطفل كبير الحجم بشكل طبيعي (وراثي)، فحجمه كبير متناسب يولد لأبوين طويلي القامة، والطفل المصاب بالعملقة الجنينية (مرضي)، والذي يولد متأثراً بمشكلات صحية مثل سكري الحمل، والتي تؤدى إلى تضخم غير متوازن في البطن والكتفين.
أما عن المضاعفات المحتملة للعملقة الجنينية توضح طبيبة النساء والتوليد، بالنسبة للأم فقد تؤدي إلى تمزقات شديدة في قناة الولادة، قد تصل إلى نزيف ما بعد الولادة بسبب عدم انقباض الرحم بشكل كاف، مما يزيد من ضرورة اللجوء للولادة القيصرية، وتمزق الرحم في حالات نادرة.
وتمتد هذه المضاعفات للطفل نفسه فقد يصاب بصعوبة في التنفس، انخفاض مستوى السكر في الدم فور الولادة، كذلك زيادة عدد كرات الدم الحمراء، وزيادة احتمالية الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني في المستقبل، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم والربو
صوت تحذير
تقول الدكتورة فاطمة أحمد، استشارية النساء والتوليد: "نشهد أسبوعيًا حالات خطيرة كان من الممكن تجنبها بالفحص المبكر، تأتيني سيدات في الشهر التاسع بحالة ذعر لأن حجم الجنين كبير جدًا، وعند السؤال تكتشف أن إحداهن امتنعت عن فحص السكري خوفًا من الحرمان من الأطعمة التي تقوي الجنين، أو أن أخرى توقفت عن المتابعة لأن قريباتها أقنعنها أن حجم الطفل الكبير أفضل.. للأسف، بعض هذه الحالات تنتهي بمضاعفات كان يمكن منعها بسهولة."
مراقبة تنقذ الحياة
توضح د. فاطمة أن مراقبة نمو الجنين تُعد خطوة أساسية لاكتشاف أي خلل في النمو مبكراً، مما يسهم في حماية حياة الأم والطفل على حد سواء.
وتعتمد متابعة النمو على مجموعة من الفحوص، من أهمها؛ قياس محيط بطن الجنين بالسونار، حساب نسبة محيط البطن إلى الرأس، وهي من أبرز المؤشرات التي تكشف وجود عملقة جنينية محتملة، تقدير الوزن باستخدام معادلات طبية خاصة تراعي عمر الحمل وحجم الجنين، وكذلك مراقبة معدل النمو بين الزيارات الدورية للحامل.
وتشير د. فاطمة إلى أنه في الثلث الثالث من الحمل يتم حساب الوزن المتوقع للجنين باستخدام معادلات دقيقة، وعند تجاوز الوزن الحدود الطبيعية لعمر الحمل، يبدأ الفريق الطبي باتخاذ إجراءات وقائية مبكرة لحماية الأم والطفل.
متى يصبح الحجم مقلقا؟
تؤكد الطبيبة أن القلق يبدأ عند ملاحظة إحدى العلامات التالية:
- تجاوز الوزن المتوقع 4.5 كيلوجرام.
- وجود اختلاف واضح بين حجم البطن والرأس.
- تسارع غير طبيعي في النمو.
- إصابة الأم بسكري حمل غير منضبط.
أما عن الوقاية والإدارة، فتؤكد الأبحاث أن أغلب الحالات يمكن تجنّبها من خلال:
- إدارة مستويات السكر في الدم بدقة
- ممارسة نشاط بدني معتدل منتظم
- التحكم في زيادة الوزن أثناء الحمل
- المتابعة الطبية المنتظمة والدورية
وتختتم د. فاطمة حديثها قائلة: "هذه المؤشرات ليست لتخويف الأمهات، بل لتنبيههن إلى أهمية المتابعة المنتظمة واتخاذ القرارات الطبية في الوقت المناسب، لأن الاكتشاف المبكر قد ينقذ حياة الجنين ويضمن مستقبله الصحي."
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية